الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم ، وأسبغ علينا نعمه التي لا تعد ولا تحصى ظاهرة وباطنة ، وأتم عبنا فضله وأنعم علينا بالبصر والبصيرة ، وشكر هذه النعمة من أوجب الواجبات ، قال سبحانه وتعالى {قل هو الذي كنتكم وأنت لكم السمع والأبصار والأفئدة عدا ما تشكرون} (الملك: 23) ،
إن خلق العين من أعظم أسرار قدره الخالق عز وجل فهي برغم صغرها بالنسبة إلى كل المخلوقات من حولها وهي تشغل رؤية كل هذا الكون الضخم بما فيه من سماوات وأراضين وبحار وأنهار وأشجار وكل المخلوقات ، والبصر مرآة الجسم وآلة التمييز وهو النافذة التي يطل منها على العالم الخارجي يكشف بها عن أسرار الأشكال والألوان والأحجام ، وبهما يتفكر في خلق الله عز وجل قال تعالى: {أفلا يرون إلى الإبل كيف خلقت * وإلى السماء كيف رفعت * وإلى الجبال كيف نصب * وإلى الأرض كيف سطحت} (سورة الغاشية: 17-20).
يحصل البصر (الرؤية) إحدى الحواس الخمسة الأساسية التي تساعدنا على فهم ما يدور في محيطنا ، حيث معظم المعلومات التي نتشاركها مع محيطنا تكون معلومات مرئية ، تلكّ الرؤية عملية معقدة.
ويمكن تلخيص عمل العين بدخول الضوء ، وتركها على شبكية العين (شبكية العين) التي تقع في الجزء الخلفي من العين ، ثم تحوّل الشبكية الإشارات الضوئية إلى نبضات كهربائية ينقلها العصب البصري (العصب البصري) إلى الدماغ حيث تتم معالجة الإشارات هناك التي تحدث الرؤية.